وجاء في نصّ البيان:
"لم يكن ما حصل في دير الزور وليد الساعة أو نتيجة لحظية لعمليات اغتيال طالت عدداً من وجهاء ورؤساء العشائر في منطقة دير الزور، إنما جزءاً من مخطط طويل المدى للقوى والأطراف التي تعادي إدارة المنطقة، والتي تسعى جاهدة لتأليب أهالي تلك المنطقة ضد الإدارة وإحداث البلبلة لأهداف باتت معلومة للجميع، والتي بدأت مع بداية حملة القضاء على داعش في ريف دير الزور واشتدت وتيرتها بعد المعركة الأخيرة التي استهدفت داعش في آخر معاقله، كيف لا وقد كانت داعش الذراع الطويلة التي يمارسون من خلالها ألاعيبهم القذرة ضد أهالي المنطقة وإدارتها المدنية والتي باتت تعمل على استخدام بقايا داعش وخلاياه النائمة التي ماتزال نشطة على امتداد تلك المناطق بعد قطع تلك الذراع والقضاء عليها بشكل كامل، وخصوصاً أنه لم يعد بالإمكان لتلك الخلايا إعادة تنظيم نفسها واستعادة قوتها كما كانت لا سيما أن الأهالي قاموا بتنظيم أنفسهم وتأسيس إداراتهم وقدموا الغالي والنفيس في سبيل تحرير مناطقهم من الإرهاب الظلامي، فلم يعد ممكناً استغلالهم وسوقهم إلى تلك الألاعيب.
سعت تلك الخلايا من بقايا داعش جاهدة إلى إحداث البلبلة سواء عن طريق الاغتيالات ونشر الشائعات وعمليات التلغيم والتفخيخ بدعم ومساندة مباشرة من تلك القوى التي باتت معلومة ومكشوفة للجميع التي يأتي على رأسها وفي مقدمتها جهات مرتبطة بالنظام السوري وحلفاؤه؛ ومن جانب آخر تركيا ومرتزقتها أيضاً والتي تلعب دوراً أساسياً ضمن هذه المعمعة؛ حيث عدد كبير منهم هم من أهالي هذه المنطقة وقد كان لهم تنظيم سابق ضمنها تحت مسمى الجيش الحر وجبهة النصرة.
استهدفت تلك القوى عبر مخططاتها الأمن والسلم الأهليين وتخريب الوضع الخدمي والإداري وإضعافه وإحداث الشرخ والتفرقة بين عشائر المنطقة والإدارة المدنية، وكذلك تحريض تلك العشائر ضد بعضها البعض وتأليبها ضد قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي.
إننا في قيادة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، نؤكّد بأن حالة الفوضى والاضطراب التي تشهدها المنطقة، لا تستهدف عشيرة بحد ذاتها ولا مكوناً بعينه، فكل مكونات المنطقة مستهدفة ومتضررة من استمرار هكذا وضع وما يحصل من استهداف لأهلنا في قامشلو وديريك وعين عيسى منذ سنوات ومؤخراً في كوباني من استهداف طائرة مسيرة لثلاث نساء بادٍ للعيان، واستهداف داعش لأهلنا في ديرالزور هما أكبر الامثلة على امتداد تلك الممارسات فلا
أحد مستثنى، وبالتالي فما يحصل هو برنامج مدروس ومخطط له يجري تنفيذه على المدى الطويل من قبل كافة القوى والأطراف المستفيدة وعلى رأسها تركيا والنظام السوري والتي لا تتوانى عن تقديم دعمها المباشر وغير المباشر لداعش.
كما نؤكد أن ما يتم الترويج له عن أن قوّاتنا هي المتسبب بهذه الأزمة وأن عشائر المنطقة طالبتها بالخروج من المنطقة فهو ما ليس له أي أساس، بل على العكس فإن ما أرادوا تنفيذه لم يتحقق لعدة أسباب أولها أن من يدير هذه المنطقة هم أبناؤها الذين يتولون حماية مناطقهم بأنفسهم ويقومون بتنظيم أنفسهم، وكذلك العلاقات المتينة التي تربط قوات سوريا الديمقراطية وهذه العشائر ووجهائها كون هذه القوى هي من فلذة اكبادهم وكذلك ما بين الأهالي والإدارات والمجالس المحلية، دون أن ننفي وجود بعد الشكاوى الجدية في هذا الخصوص فيما يتعلق بنقص في الخدمات، أي بمعنى أن تكاتف العشائر وأهالي المنطقة حول قواتها ومجالسها المحلية هو السبب الرئيسي في إفشال هذه المخططات.
إن ما تتعرض له قواتنا من استهداف إعلامي مباشر وحملات تشويه إنما سببه الأساسي أنها تحظى بقبول واحترام كافة مكونات المنطقة وذات بنية قوية ومتماسكة. وعلى مبدأ المثل القائل “الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحجارة” يتم استهداف هذه القوات من قبل تلك الأطراف عبر الترويج لدعايات مغرضة وإلصاق تهم باطلة بها لا صلة لها بالحقيقة بهدف تشويه صورة هذه القوات لدى الرأيين العام المحلي والعالمي.
نعود ونؤكد أننا في قوات سوريا الديمقراطية لم نتعدى على أحد، باستثناء استهدافنا لتنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة التي ما تزال منتشرة على امتداد هذه المنطقة، وخصوصاً أن هذا التنظيم استهدف أولاً أهالي هذه المنطقة وعشائرها، حيث مجزرة الشعيطات التي راح ضحيتها المئات من أبناء العشيرة على يد إرهابيّي داعش ماثلة للعيان، وهنا يتضح بشكل جلي لا لبس فيه أن القوى والأطراف التي تحاربنا وتسعى لتشويه صورتنا تعبّر عن نفسها بشكل فاضح وتعلن دعمها الصريح للتنظيم الإرهابي؛ داعش.
رغم كل محاولات تلك القوى لإحداث الفتنة والشرخ في المنطقة، وسعيها لتشويه صورتنا، إلا أننا وعلى العكس نرى تزايداً في التحاق الشباب من أبناء عشائر هذه المنطقة إلى صفوفنا، ورغم ما يحصل إلا أن كافة العشائر على امتداد المنطقة في الجزيرة والرقة تعلن تكاتفها وعمق ارتباطها بقواتنا التي تحمي حاضر ومستقبل المنطقة رغم ما تتعرض له من مخاطر وتهديدات.
إننا في قيادة قوات سوريا الديمقراطية، نثمن عالياً موقف العشائر؛ بشيوخها ووجهائها مقابل التطورات الأخيرة، ونستذكر ببالغ الاحترام من فقد حياته ضحية لعمليات ومخططات قذرة، الذين أصبحوا شهداء لمواقفهم ضد المعتدين وكل من تسول له نفسه بإحداث القلاقل والفوضى في المنطقة، ونؤكد أن تكاتفكم والتفافكم حول قواتكم هو ضمانة استمرارها في القيام بواجباتها الوطنية، وكلنا ثقة بأنهم كما كانوا جنباً إلى جنب قواتهم في محاربة داعش، فسيكونون كتفاً إلى كتف إلى جانبنا في مواجهة هذه الفتنة حتى إزالتها من جذورها.
ونثمن جهود التحالف الدولي حيث مساهمتها في توضيح الصورة الحقيقية والوقوف الى جانب العشائر وجميع أهالي المنطقة وذلك عبر عقد الكثير من الاجتماعات واللقاءات مع أهالي ووجهاء وعشائر المنطقة والدور العسكري لها الى جانب قواتنا على الأرض في مواجهة الإرهاب.
كذلك نتوجه بالشكر والامتنان لكل من ساهم ولو بالمحاولة من وجهاء إقليمي الجزيرة والفرات في إخماد جذوة نار الفتنة، ووقفت إلى جانبنا في هذا المنعطف في مواجهة الأيدي التي حاولت أن تعيث خراباً في منطقتنا".